توفي طفلان من عائلة واحدة لدى نزولهما إلى الماء لنجدة والدهما الذي كان يستغيث طالباً النجدة , مساء أمس الجمعة عند ناحية " تل علم " شرقي مدينة حلب, حيث تم انتشال جثتيهما من قبل عناصر الإنقاذ في فوج إطفاء حلب من قناة مياه السفيرة الرئيسية .
وكانت عائلة الطفلين " نوح سليمان " 11 عاما وأخيه " أحمد "16 ، وهم من أهالي حلب في زيارة عائلية إلى ناحية " تل علم " قبل أن تتحول هذه الزيارة إلى كارثة عندما نزل والد هما للسباحة في قناة المياه ، لكنه سرعان ما استنجد من الغرق بمن حوله , فلم يجد الطفلان نفسهما إلا وقد قفزا لإنقاذ الوالد الطالب للنجدة , ليتذكرا وهما يواجهان الموت أنهما يجهلان السباحة .
وقال شاهد عيان لنبتة الحب : " تمكن الأهالي من مساعدة الأب وانتشاله لكن الطفلين غرقا في المياه دون أن يتمكن أحد من النزول لإنقاذهما بسبب شدة انزلاق طرفي القناة مما يجعل الصعود شديد الصعوبة , وانتظر الجميع قدوم رجال الإطفاء لإخراجهم من عمق القناة "
حيث قام أهالي القرية بالاتصال بإطفاء حلب عندما أصابهم اليأس من الوصول إلى الطفلين الغريقين بعد عدة محاولات فاشلة.
وقال " ماجد خوجة " آمر السرية لنبتة الحب : " توجهت زمرة الإنقاذ على الفور إلى مكان الحادث عند الساعة السابعة والربع مساء، وقام عناصرنا بالغطس في القناة وانتشال الطفلين الغريقين من قعر القناة ليتم نقلهما إلى مشفى الكندي الحكومي بسيارة الإنقاذ "
وأكمل " خوجة " : " لقد كان منظر الأم محزنا جدا عندما أكد الطبيب نبأ الوفاة رغم أننا كنا نتوقع ذلك بعد أن حاولنا أن ننقذهما بالتنفس الاصطناعي لدى انتشالهم دون جدوى ، لكني أريد أن أحذر الأهالي من خطورة هذه القناة مهما كان الشخص متمكنا من السباحة لأن أطرافها الإسمنتية ملساء مما تجعل الصعود شديد الصعوبة والخطورة "
وطالب " خوجة " كحل مبدئي تواجد حرس لمنع السكان من السباحة في القناة ريثما يتم وضع سور معدني على أطراف القناة كحل جذري لهذه المشكلة التي تظهر مجددا مع كل موسم صيف .
وكان خبير السلامة العامة " محمد الكسم " كشف في حديث سابق لــ"نبتة الحب" عن سقوط ما يقارب الــ(500) غريق كل عام في سوريا , ومعظمهم من الفتيان والشبان الأصحاء في مقتبل العمر
ويلجأ العشرات من الشبان والمراهقين الفقراء من أطراف حلب الشرقية في كل صيف إلى السباحة في قناة "السفيرة " القادمة من الفرات والتي تغريهم بمياهها لتسرق أرواحهم في غياب رقابة الأهل .