بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان كثير من الناس للاسف لا يعرفون معنى القوامة
هل قوامة الرجل على بيته تعني منحه حق الاستبداد والقهر؟
بعض الناس يظن ذلك وهو مخطىء
فإن هناك داخل البيت المسلم مايسمى (حدود الله) وهي كلمة
لاحظت في تلاوتي للقرآن الكريم أنها تكررت ست مرات في آيتين
هما دعم للبيت المسلم حتى لايتصدع وفي تدارك صدوعه حتى لاينهار
وهما قوله تعالى(الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل
لكم أن تأخذوا مما ءاتيتموهن شيئا إلا أن يخافاألايقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود
الله فلال جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولآءك
هم الظالمون فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما
أنيتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون)البقرة 229-230
ما هذه الحدود التي تكررت ست مرات خلال بضعة سطور؟
إنها الضوابط التي تمنع الفوضى والاستخفاف والاستضعاف ضوابط الفطرة والعقل والوحي
التي تقيم الموازين القسط بين الناس إن البيت ليس وجارا تسكنه الثعالب او غابا يضم بين جذوعه الوحوش
لقد وصف الله مكان المرأة من الرجل ومكان الرجل من المرأة بهذه الجملة الوجيزة
(هن لباس لكم وانتم لباس لهن) إن هذا التمازج بين حياتين يكاد يجعلهما كيانا واحدا وليست الغريزة هي
الجامع المشترك فالنزوة العابرة لاتصنع حياة دائمة! إننا نريدأن نتفق اولا على إقامة حدود الله
كما رسمها الكتاب الكريم وشرحها السنة الشريفة ان ارتفاع المستوى الفقهي والخلقي والسلوكي اكلا الجنسين
سيوطد اركان السلام داخل البيت وخارجه وسيجعل المرأة تبسط سلطانها في دائرتها كما تتيح للرجل أن يملك
الزمام حيث لايصلح غيره للعمل في زحام الحياة وعراكها الموصول
واذا كان البيت مؤسسة تربوية فلا بد له من رئيس والرياسة لاتلغي الشورى والتفاهم وتبادل الرأي والبحث
المخلص عن المصلحة
(إن القوامة للرجل لايزيد عن أن له بحكم أعبائه الاساسية وبحكم تفرعه للسعي على اسرته والدفاع عنها
ومشاركته في كل مايصلحها وان تكون له الكلمة الاخير بعد المشورة مالم يخالف بها شرعا او ينكر بها معروفا)
سامحوني اطلت عليكم اخيرا اشير الى نقطتين
الاولى :ان النفقة معصوبة بجبين الرجل وحده وان إنفاق المرأة في البيت مسلك مؤقت وتطوع غير ملزم وعليها
ان تجعل أثمن اوقاتها لتربية أولادها والاشراف العلمي والادبي عليهم
الثانية:ان دور الحضانة مأوى موقوت تلجى إليه ضرورات عابرة وان الاساس في الإيواء والتربية هو البيت الاصلي
ودفء الأمومة وحنانها
مع تحيات عاشق السهر